أطلق الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي في إجتماعه المنعقد يوم الأربعاء الموافق الثامن عشر من شهر حزيران يونيو الحالي سلسلة من التحذيرات بشأن ارتفاعٍ محتمل لمعدلات التضخم مما قلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن، وذلك على الرغم من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
تشير تحذيرات الفيدرالي إلى احتمال خفض أقل لأسعار الفائدة هذا العام، مما قلل من جاذبية الذهب.
لتهبط على إثر ذلك العقود الفورية للذهب إلى القرب من مستوى 3360 دولارًا للأونصة بعد تراجعه بنسبة 0.6% خلال تعاملات الأربعاء.
هذا التراجع يأتي في أعقاب قرار الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، حيث أشار صانعوا السياسة النقدية إلى توقعات بخفضين فقط لأسعار الفائدة بنهاية العام. وأكد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن لجنة السوق المفتوحة لا تزال تتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى دفع الأسعار نحو الارتفاع. وأن اثرها سيظهر لاحقاً.
تأثير اجتماع الفيدرالي على الدولار
شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) أداءً إيجابيًا قوياً يوم الأربعاء بعد اجتماع الفيدرالي، التوقعات المتشددة من الفيدرالي والتي تشير إلى استمرار إرتفاع التضخم واحتمال خفض أقل لأسعار الفائدة، قد دفعت المستثمرين نحو الدولار كملاذ آمن، مما ساهم في ارتفاع قوته أمام العملات الرئيسية الأخرى.
توقعات اقتصادية جديدة أثرت في قرار أعضاء الفدرالي
أصدر صانعو السياسات في الفيدرالي توقعاتهم الاقتصادية الجديدة – وهي الأولى منذ بدء موجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب في أبريل – والتي أظهرت توقعات بتباطؤ في النمو، وارتفاع في التضخم، وانخفاض في معدلات التوظيف هذا العام.
قد يؤدي الارتفاع الملحوظ في أسعار المستهلكين إلى تقليص فرص التيسير النقدي، وهو أمر سلبي للذهب باعتباره أصلاً لا يدرّ فائدة، بينما يدعم قوة الدولار.
التوترات الجيوسياسية تدعم الذهب بشكل جزئي
بالرغم من النتائج الإيجابية لإجتماع الفدرالي على الدولار والتي وضعت الذهب تحت ضغطٍ سلبي ناتج عن قوة الدولار إلى أن الذهب لا زال يحظى ببعض الدعم المحدود من التوترات المستمرة في الشرق الأوسط.
فلقد قال ترامب أن إيران أهدرت فرصة التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، لكنه لم يقدم أي التزام بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى الهجوم الإسرائيلي.
يساهم إستمرار التوترات الجيوسياسية والخشية من تفاقمها في بقاء حالة عدم اليقين وجعل المستثمرين حذرين إزاء أي تطور قد يفاقم من الصراع الإسرائيلي الإيراني، وهو ما من شأنه أن يعيد الطلب على الذهب، خاصةً في ظل استمرار عمليات شراء قوية من البنوك المركزية واستمرار التدفقات نحو صناديق المؤشرات المتداولة، وهو ما دفع المعدن النفيس إلى الارتفاع بنحو 30% منذ بداية العام.
ومع ذلك، يبدو أن التركيز الحالي للسوق على السياسة النقدية للفيدرالي يطغى على هذا الدعم.
خاصة بعد أن امتص مستثمروا الذهب صدمة القصف الإسرائيلي على إيران، والذي أدى إلى ارتفاع مؤقت في الأسعار، وعادوا ليصبوا تركيزهم مجدداً على التوقعات الاقتصادية والسياسة النقدية للفيدرالي، مما حد من استمرار هذا الارتفاع.
على الرغم من أن الأحداث الجيوسياسية عادة ما تدعم الذهب كملاذ آمن، إلا أن تأثير التحذيرات التضخمية من الفيدرالي وتوقعاته بعدد تخفيضات أقل لأسعار الفائدة كان أقوى في تحديد اتجاه الذهب الأخير.
مستويات سعرية هامة يجب مراقبتها على الذهب
مستوى المقاومة (Resistance):
3400$ الذي يعد حاجز سعري هام تجاوزه قد يطلق العنان للأسعار. لتعود مجدداً إلى 3500$.
مستوى الدعم (Support):
3360$ الذي يعد كسره مؤشر إلى احتمال تزايد عمليات البيع التي قد تهبط بالأسعار إلى 3300$.